وجعلنا نومكم سباتا - وجعلنا الليل لباساً. وجعلنا النهار معاشاً - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

المعنى العظيم ولو رجعنا إلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام لظهر لنا أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يستشعر هذا المعنى العظيم عند نومه، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول: باسمك ربِّ وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين» «رواه البخاري». كما جاء عن البراء –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال «اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت». وإذا استيقظ قال «الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» «رواه مسلم». وهذه الأحاديث تؤكد ما ذكرناه من ارتباط النوم بالبعث والنشور. ومن هذا المنطلق فهمت علاقة قوله تعالى «وجعلنا نومكم سباتا» بسورة النبأ، تلك السورة التي تناولت في آياتها الأولى مسألة البعث والنشور، قال تعالى «عمَّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون»، والنبأ العظيم هو البعث والنشور، الذي أنكره كفار مكة، لذا جاءت الأدلة الكونية التي تدلُّ على قدرته سبحانه وتعالى على البعث والنشور، ومنها قوله تعالى «وجعلنا نومكم سباتاً».

- YouTube

تفسير القرآن بالقرآن.. قاعدة العلماء الذهبية

ً ‹ جريدة الوطن

  1. وجعلنا نومكم سباتاً ‹ جريدة الوطن
  2. شاليه ابها رخيص: افضل 4 شاليهات لعام 2021 - وجهات
  3. وجعلنا نومكم سباتا - موقع مقالات إسلام ويب

- موقع مقالات إسلام ويب

وقد أثبت بروفسور «آرثر أليسن» رئيس قسم الهندسة الكهربائية والإليكترونية بجامعة لندن في بحثه المقدم إلى مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي عقد بالقاهرة سنة 1985م أن هناك قدرا من الطاقة يغادر جسد الميت ولا يعود، بينما يغادر جسم النائم ويعود إليه عند استيقاظة؛ وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿اَللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر: 42). من آيات السُّنَّة في النوم يسنّ النوم على الجانب الأيمن متّجها إلى القبلة؛ وقد أثبتت الدراسات الطبية أن هذا هوأ وضع لنوم الإنسان لتحاشي ضغط الأحشاء على القلب وعلى كل من الأوردة والشرايين الرئيسية في جسمه. وقد ذكر ربنا تبارك وتعالى في سورة الكهف في آية ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾ (الكهف: 18) أن أصحاب الكهف الذين ناموا لمدة 300 سنة شمسية (309 سنة قمَرية) كانوا في أمسّ الحاجة إلى أن يقلبوا ذات اليمين وذات الشمال حتى لا يصابوا بما يعرف باسم «التقرّحات السريرية» والتي تصيب المرضى الذين لا يستطيعون النهوض من السرير فتتقرح جنوبهم والله تعالى أعلى وأعلم.

العقل البشري والنوم فالإنسان يحتاج إلى أن يسكن بالليل، وإلى أن يخلد فيه إلى شيء من الاسترخاء والراحة والعبادة والنوم حتى يستعيد نشاطه البدني والذهني والروحي والنفسي، ويستجمع قواه للعمل في النهار التالي وما يتطلبه ذلك من حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض. وذلك لتعويض ما فقده الجسم من خلايا أثناء يقظته وترميم ما تلِف منها وتجديد ما يحتاج الجسم إلى تجديده. وقد ثبت بالتجربة أن مخ الإنسان هو أكثر أجزاء جسده حاجة إلى النوم. ولذلك يمنّ علينا ربنا تبارك وتعالى بجَعْل الليل للراحة والسكن، وجعل النهار للكدح والعمل فيقول عز من قائل: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ* وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (القصص: 72-74).

وجعلنا نومكم سباتا
Friday, 24 December 2021
إعفاء-بنك-التسليف